|
الحلقة السابعة ( مناقشة سيئاتي والفاجعة ببعض الذنوب ) بعد تلك الأنوار بفترة قدرتها بثلاثة أيام بدأت الأنوار تقل في قبري وتأكدت بعد ذلك أن رمضان قد انتهى ، ولم أعلم أن تأثير رمضان حتى على الأموات !! وبعدها بلحظات شممت رائحة كريهة وأقبل شخص ضخم مثل الجبل مكفهر الوجه عبوس الجبين أرى في عينيه البغضاء !! وقلت في نفسي : سبحان الله أشيطان في القبر ؟!! ثم أقبل إلي ولم يسلم ، وقال : عرفتني ؟!! قلت : لا وأسأل الله أن يبعدك عني ولا يسلطك علي . قال : ومن الذي جعلني على هذا الحال إلا أنت ، وهل أوجدني الله إلا بسببك وبسبب أفعالك !! تعجبت كثيراً وقلت : كيف ذلك ؟!!!! قال : أنا عملك الخبيث ، أنا عملك الذي تجرأت فيه على الله أنا نومك عن الصلاة أنا سخريتك بالمسلمين أنا بخلك على المجاهدين ، أنا عدم طاعتك لبعض أوامر والديك … بدأ يعدد ذنوباً اقترفتها وكل ذنب يذكره أتذكره كأني أراه بعيني !! قلت له : أرجوك ابتعد عني فوالله وجودك هم وغم لي ، وربما يكون سبباً في دخولي النار . قال : هل تظن أني فقط هنا ؟ بل كل ما عملته في اللوح المحفوظ في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ستجد كل ما عملته يوم القيامة عندما تنشر الدواوين وقلت له كأني أتهرب وأبرر بعض زلاتي : هناك ذنوب استغفرت الله منها وتبت إليه .. قال : الله كريم لم يحاسبك على استغفارك الصادق ، أما استغفارك الكاذب فغير مقبول .. قلت متعجباً : وما استغفاري الكاذب ؟!!! قال : تستغفر الله وأنت لازلت على بعض المعاصي وتستغفره وأنت لم تندم عليها فهل تظن الاستغفار باللسان دون القلب ؟!! بكيت من هول ما أسمع منها وقلت في نفسي بعدما تذكرت عظائم اقترفتها هل سيغفرها الله لي !! قاطع تفكيري بقوله : سيجعلني الله يوم القيامة بكفة وعملك الصالح بكفه وأيهما غلب فمصيرك نحوه وقال لي : لقد كنتُ من قبل أكبر من الآن وأغلظ وأضخم وعندما حججت حجتك الأولى فقدت كل قواي وكل جسمي ولكنك ما فتأت تزيد بي حتى إني قبل موتك بأيام كنت أكبر من الجبل ولكن استغفار الملائكة لك واستغفار المسلمين ودعاءهم لك عند الصلاة عليك وصدقتك الجارية وصدقة أهلك لك وأنت ميت خففت من حجمي كثيراً ، ودينك الذي تم تسديده كان له أثر كبير بتصغير حجمي !! وقال لقد فوت على نفسك فرصة كبيرة ولو فعلتها بآخر حياتك لما رأيتني مطلقاً قالت : ما هي ؟؟!! قال : لو مت شهيداً في سبيل الله مقاتلاً أعداء الدين مقبلاً غير مدبر لغفر الله لك كل ما عملته مع أول قطرة دم تنزل من جسمك قلت : والله منذ قبض الله روحي وأنا أقول يا ليتني مت شهيداً فقد رأيت فضلهم وروحي في السماء وفي حديث الملائكة أيضاَ .. قال : والآن هناك شئ يزيد بحجمي ويكبرني كل بعد فترة !! قلت بخوف : أعوذ بالله ما الذي يزيد بحجمك وأنا قد توقف عملي ؟! فقال : أنسيت طرفة قلتها على قبيلة كذا لأجل أن تضحك الناس ؟!! قلت : ما بها ؟ قال : كل القبيلة أخذوا من حسناتك ، وأنت تذكر المجلس الذي قلتها فيه يوم الأحد الساعة التاسعة ليلاً ؟ قلت : نعم أذكر ذلك وقلتها والله على سبيل الطرفة ولم أقصد إهانة هذه القبيلة ، وقلتها عند ثلاثة فقط من أصحابي !! فقال : ألا تعلم أن في القبيلة رجال أصحاب قيام ليل هم من أولياء الله ، ومنهم نساء عابدات حافظات للغيب !! ومشكلتك أنك احتقرتهم بمقولتك ولم تعلم أنها كتبت عليك ألف سيئة !! قلت : كيف ألف سيئة ولم يسمعها إلا ثلاثة والله أخبرنا أن السئية تكتب بمثلها !! قال : لقد نشرها أصحابك الثلاثة وأحدهم أرسلها بالجوال بعد سماعها منك ووصلت لألف شخص كلهم ضحكوا منها وكل واحد منهم قد كسبت إثمه ، بالإضافة إلى أن القبيلة أخذوا من حسناتك… بكيت وساورني القلق من جديد ، فبعد لقاءي بعملي الصالح أصابني الرعب والخوف والوجل الشديد .. وقال لي : أتذكر أمك عندما طلبت منك أن توصلها لأهلها واعتذرت بارتباطك وطلبت من أخيك أن يوصلها ؟ قلت : نعم ولكن أمي لم أتعمد ردها بل أخبرتها بان أحد أصحابي أريد أن أذهب معه لقضاء عمل من أعمالي .. قال : لقد غفر الله لك حق أمك لأنها عندما مت قالت : أحلك الله يا ولدي الله يغفر لك ويرحمك ، وبدعاءها تنازلت عن حقها ولكن بقي حق الله الذي لم تتب منه قبل موتك .. لم أستطع الإجابة ولكن دموعي هي التي أجابته ، وقلت : ياالله هذه كنت أعتبرها صغائر فكيف ما هو أكبر ؟!! قال لي : نعم لقد ارتكبت محظورات وموبقات كبيرة تستحق بها أن تهوي بالنار .. قلت له : ماذا تقول وماذا تتكلم به وأي عظائم تقصد وأي موبقات تريد !! قال : الغيبة النميمة الكذب النظر المحرم خذلان المجاهدين الانكباب على الملهيات التفريط في بعض الواجبات ، عدم الاستغفار والرجوع إلى الله عدم شكر النعم عدم إنكار بعض المنكرات التفريط في قراءة كتاب الله وبدأ يعدد ذنوباً ومعاصي .. وذكر لي ذنوباً مخجلة وقال : ألم تستحي من الله وتستشعر وقوفك أمامه عندما يعرضها عليك ؟!! زدت في بكاءي حتى خشيت أن أبكي دماً .. يا رحمان لم أكن أعلم أني مع مرور الأيام كنت مفرطاً في ذلك يا حسرتي على أيام حياتي يا مصيبتي إذا عرضها الله علي ماذا أقول لربي وبماذا سأجيب تذكرت نعمه علي وتذكرت فضائله تذكرت أنه يتحبب إلي بالنعم وأتبغض له بالمعاصي تذكرت أنه أعطاني نعمة الإيمان والصحة والأهل والمال وغيرها تذكرت كل لحظة تمر علي وأقول أين عقلي ؟ أين تفكيري ؟ ألم أخرج كثيراً وأدفن الأموات ؟؟ ألم أمر كل يوم من عند المقابر ؟؟ ألم أرى الناس يتخطفهم الموت من حولي ؟؟ لماذا لم أقض أيامي بالطاعات لماذا لم أقوم الليل وأصوم النهار ؟ لماذا لم أتصدق بالسر والعلن ؟ لماذا لم أسبح الله ليل نهار !! أردت أن أرفع يدي لأدعو الله أن يعيدني للحياة لكي أعمل صالحاً فاستحييت من الله لأنني تذكرت قوله (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ) بدأ جسمي ينتفض وأشعر برعشة الخوف تنفض جسمي نفضاً ياالله ما الطريق وما النجاة ؟؟ أنا بمثل السجن محبوس لا طريق لي إلا بدعاء الأحياء وأعمالي الجارية وما هي إلا لحظات حتى سمعت صوت مشي فوق رأسي وسمعت بعضهم يضحك وبعضهم يتكلم بأمور دنيوية فعلمت أن هناك جنازة قريبة من قبري تدفن ، أردت أن أصرخ وأقول : أرجوكم ساعدوني فأنا في ورطة فقط أطلب منك الدعاء والتصدق عني أوصلوا رسالتي لأهلي أوصلوها لأبناءي لأمي لأبي لأخوتي لجميع أقاربي .. لكنهم لا يستمعون وسمعت صوتاً لا أعرف مصدره من داخل قبري يقول ( وحيل بينهم وبين ما يشتهون ) ارتعبت وخفت بشدة وسكت بين العجز والحيرة والتسليم لأمر الله وأصبحت أردد اللهم سلم سلم اللهم سلم سلم أطال عملي السئ الجلوس عندي وأرى جسمه يزداد فعلمت أن هناك أشياء عملتها متهاوناً بها لازال أناس يفعلونها بسببي !! يا ربي رحماك يا ربي رحماك يا ربي رحماك انصرف عملي السئ ، وقال : سأظهر لك ثانية عندما ينصب الميزان وستتفاجأ بجسمي هناك .. نظرت له نظرة المنكسر الحزين المستسلم لأمر الله .. ومن ثم جاء جماعة بيض الأجساد معهم كتب وصحف عظيمة ينظرون إلي وقالوا يا فلان بن فلان ودعوني باسمي واسم أبي قلت : لبيكم
{.... توقيع beren saat ....} | |
|
|