مدرسة الاخلاق فى رمضان
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  اتصل بنا  


ماى واى
    اسم الموضوع: 4310 - شركة مدينة المعرفة الإقتصاديةمدرسة الاخلاق فى رمضان Emptyالسبت ديسمبر 15, 2012 12:03 am من طرف    اسم الموضوع: وصفات تبييض الاسنانمدرسة الاخلاق فى رمضان Emptyالإثنين أكتوبر 15, 2012 1:39 pm من طرف    اسم الموضوع: حبوب الفيتامينات والمعادن.. للحواملمدرسة الاخلاق فى رمضان Emptyالإثنين أكتوبر 15, 2012 1:21 pm من طرف    اسم الموضوع: لعلاج القولونمدرسة الاخلاق فى رمضان Emptyالثلاثاء أكتوبر 02, 2012 7:07 pm من طرف    اسم الموضوع: أعراض الحمل من الشهر الأول الى الشهر التاسعمدرسة الاخلاق فى رمضان Emptyالثلاثاء أكتوبر 02, 2012 5:21 pm من طرف    اسم الموضوع: فاكهة مفيدة جداً للحاملمدرسة الاخلاق فى رمضان Emptyالثلاثاء أكتوبر 02, 2012 5:14 pm من طرف    اسم الموضوع: اسباب تورم القدمين عند الحامل ونصائح للتغلب على تلك المشكلةمدرسة الاخلاق فى رمضان Emptyالثلاثاء أكتوبر 02, 2012 5:09 pm من طرف    اسم الموضوع: 19 وسيلة تساعد على الولادة بسهولةمدرسة الاخلاق فى رمضان Emptyالثلاثاء أكتوبر 02, 2012 5:04 pm من طرف    اسم الموضوع: كوليكشن لملابس المحجبات تحففففففففففففففففففففففه......مدرسة الاخلاق فى رمضان Emptyالثلاثاء سبتمبر 25, 2012 8:04 pm من طرف    اسم الموضوع: طلبيه من الشركه شهر اغسطس - سبتمبرمدرسة الاخلاق فى رمضان Emptyالإثنين سبتمبر 17, 2012 2:39 am من طرف

شاطر | 
 

 مدرسة الاخلاق فى رمضان

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
 
 beren saat
 
{..beren saat..}
عضو متميز


سجل فى : 08/07/2012
انثى
عدد المساهمات : 250
التقييم : 5275





مدرسة الاخلاق فى رمضان 4810
الصيام الذي يُريده الله
قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ
الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ)



ولَمَّا بيَّن الله عزّ وَجَلّ أحكام الصيام خَتَم الآية بِقوله :
(كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)




فالْهَدَف الأسمى مِن الصيام : تحقيق العبودية لله عزّ وَجَلّ ، وتحقيق التقوى .



والتقوى – كما قال عمر بن عبد العزيز - : ليست التقوى قيامَ الليل ،
وصِيام النهار ، والتخليطَ فيما بَيْنَ ذلك ، ولكن التقوى أداءُ ما افترض
الله ، وترك ما حرَّم الله ، فإنْ كان مع ذلك عملٌ ، فهو خير إلى خير .

وذَكَر ابن رجب رحمه الله كلام القوم في التقوى ، ثم قال :

وحاصل كلامهم يدلُّ على أنَّ اجتناب المحرمات - وإنْ قَلَّتْ - فهي أفضلُ
مِن الإكثار مِن نوافل الطاعات ، فإنَّ ذلك فرضٌ ، وهذا نفلٌ . اهـ .



إن اجتناب الْمُحرَّمات مَطْلَب شَرْعيّ ، وليس لأحدٍ عُذر في ارتكاب ما
حرَّم الله عزّ وَجَلّ ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : إِذَا
نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ
فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ . رواه البخاري ومسلم .



فَمَا صامَ مَن لم تَصُم جوارحه ..

ما صام مَن أطلق لِسانه يَفْرِي في أعراض عِباد الله ..

وأطْلَق بَصَره في عيوب الناس وعوراتهم .. وقَلَّب ناظِريه في المناظِر الْمُحرَّمة ..

وأرخَى سَمْعه يَسمع به ما حَرَّم الله ..

وما صام مَن لم يترُك ما حرَّم الله في ليل رمضان ونهاره ..

وما صام مَن أكل الربا ..

وما صام مَن أكل حقوق الناس ..

وما صام مَن ظَلَم الناس وبَهَتَهم .

وما صام مَن أضاع ساعات عُمره على القنوات الفضائية ..

وما صام مَن غشّ الناس ..

وما صام مَن كذب وغَدَر وخَان ..

وما صام مَن حَلَف كاذبا .. أو شَهِد الزور ..

وما صام مَن لم يصُم عن التدخين ، وأشدّ منه مَن لم يَصُم عن الْمُخدَّرات والْمُسْكِرات ..



وكثير مِن هؤلاء نَصيبهم مِن صيامهم هو الجوع والعطش !



وفي الحديث : رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ
، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ . رواه الإمام أحمد ،
وقال شعيب الأرنؤوط : إسناده جيد .

وقال المنذري : رواه الطبراني في الكبير وإسناده لا بأس به . وصححه الألباني .



وهؤلاء غَفَلُوا عن حِكْمة الصيام .. وظنّوا أن المقصود هو الامتناع عن الطعام والشَّرَاب !

والله عزّ وَجَلّ غنيّ عن تعذيب العباد لأنفسهم .. فليس هذا هو المقصود ..
إنما مِن المقصود أن تَسْمُو النفس وتَزْكُو .. ولذا قال عليه الصلاة
والسلام : مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ ، فَلَيْسَ
لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ . رواه البخاري .



1 / رمضان / 1431 هـ
الشيخ الفاضل عبد الرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد بالريـاض


إحتساب الصيام

جاء في الأحاديث الحث على الاحتساب ، وهو : إدِّخار الأجر وإن يَحسبه في حسناته . كما يقول القاضي عياض .
وقال ابن الأثير : والاحْتِساب في الأعمال الصالحة وعند المكروهات هو :
البِدَارُ إلى طَلَب الأجْر وتحصيله بالتَّسْليم والصَّبر ، أو باستعمال
أنواع البِرّ ، والقِيام بها الوجْه المرْسُوم فيها طَلَبا للثَّواب
المرْجُوّ منها . اهـ .

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا
غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ
الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ
ذَنْبِهِ .
وفيهما أيضا من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم قَالَ : مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ
لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ .

وكثير مِن الناس إنما يؤدِّي الفرائض مِن باب أداء الواجب ، وأن تبرأ
ذِمّـته ، ويغفل عن التقرّب إلى الله بالفرائض ، وأن أفضل ما تَقرّب به
مُتقرِّب هو الفرائض ، لقوله تعالى في الحديث القدسي : وما تَقَرَّب إلِيّ
عبدي بشيء أحبّ إلِيّ مما افترضت عليه . رواه البخاري .

ولا يَقْدَر قَدْر أجور الفرائض إلاّ الله تعالى ..
وإذا أردت أن تتصوّر عِظَم أْجور الفرائض فتأمل قوله عليه الصلاة والسلام
: رَكْعَتَا الفَجْر خَيْر مِن الدُّنيا ومَا فِيها. رواه مسلم . وأصْل
الحديث في الصحيحين .
فإذا كان هذا هو أْجر النافلة ، فكيف بأجْر الفريضة ؟

وإذا كان " من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا " . رواه البخاري ومسلم .
فكيف بِمَن صام الشهر كاملا ، وهو صيام فريضة ؟

وقد جَعَل الله جزاء الصوم إليه ، فقال في الحديث القدسي : كُلُّ عَمَلِ
ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ .
رواه البخاري ومسلم .
وذلك لأمور اجْتَمعت في الصيام ، منها :
1- أن الصيام سِرّ بين العبد وبين ربِّه تبارك وتعالى ، فلَمّا حَفِظ العبد هذا السرّ كان جزاؤه مَخْفِيًّا .
2 – أن الصيام لم يُتعبَّد به لِغير الله تعالى .
3 – أن الصيام مُتضمِّن للصَبر ، وقد قال الله تعالى : (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) .

قال القرافي في " الفروق " في اختصاص الصوم بالجزاء ، وأنه لله عزّ وَجَلّ
: ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فِيهِ فُرُوقًا أَحَدُهَا
:
أَنَّهُ أَمْرٌ خَفِيٌّ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُطَّلَعَ عَلَيْهِ فَلِذَلِكَ
نَبَّهَ عَلَى شَرَفِهِ بِخِلَافِ الصَّلَاةِ وَالْجِهَادِ وَغَيْرِهِمَا
...
أَنَّهُ اخْتَصَّ بِتَرْكِ الْإِنْسَانِ لِشَهَوَاتِهِ وَمَلَاذِّهِ فِي
فَرْجِهِ وَفَمِهِ وَذَلِكَ أَمْرٌ عَظِيمٌ يُوجِبُ الثَّنَاءَ
وَالتَّشْرِيفَ بِالْإِضَافَةِ الْمَذْكُورَةِ
أَنَّ جَمِيعَ الْعِبَادَاتِ وَقَعَ التَّقَرُّبُ بِهَا لِغَيْرِ اللَّهِ
تَعَالَى إلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لَمْ يُتَقَرَّبْ بِهِ لِغَيْرِ
اللَّهِ تَعَالَى ، فَلِذَلِكَ خُصِّصَ بِالْإِضَافَةِ
أَنَّ الصَّوْمَ يُوجِبُ تَصْفِيَةَ الْفِكْرِ وَصَفَاءَ الْعَقْلِ
وَضَعْفَ الْقُوَى الشَّهْوَانِيَّةِ بِسَبَبِ الْجُوعِ وَقِلَّةِ
الْغِذَاءِ . وَلَا شَكَّ أَنَّ صَفَاءَ الْعَقْلِ وَضَعْفَ الشَّهْوَةِ
الْبَهِيمِيَّةِ مِمَّا يُوجِبُ حُصُولَ الْمَعَارِفِ الرَّبَّانِيَّةِ
وَالْأَحْوَالِ السَّنِيَّةِ وَهَذِهِ مِزْيَةٌ عَظِيمَةٌ تُوجِبُ
التَّشْرِيفَ بِالْإِضَافَةِ الْمَخْصُوصَةِ . اهـ .

فعلى الصائم أن يستحضر هذه المعاني ، وأن يحتسِب هذه الأجور ..
والأهَمّ من ذلك أن يُحافِظ على حسنات أعماله ، فلا يُضيِّعها بيده ولا بِلسانه .

دعوة صائم

لَمَّا كانت الذنوب أحد أسباب تأخير إجابة الدعاء ، كان لِزَامًا على الداعي أن يُنظِّف " طُرُق الإجابة مِن أوساخ المعاصي" .
ولَمّا كان الصيام مِن أسباب مغفرة الذنوب ، كان للصائم دعوة لا تُرَدّ .
ففي الصحيحين مِن حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَال : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ صَامَ
رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ
ذَنْبِهِ .
فالصيام مِن أسباب تنظيف طُرُق الإجابة .
وفي الحديث : ثلاثة لا تُرَدّ دَعوتهم - وذَكَر منهم - : الصائم حَـتَّى
يُفْطِر . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان ،
وقال شعيب الأرنؤوط : صحيح بطرقه وشواهده .
وهذا يعني أن الصيام مِن أسباب إجابة الدعاء .

وفي رواية للترمذي وابن حبان : ثلاثة لا تُرَدّ دَعوتهم - وذَكَر منهم - : الصائم حِينَ يُفْطِر .
وفي حديث عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قال :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ لِلصَّائِمِ
عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً مَا تُرَدُّ . رواه ابن ماجه . ويَشْهَد له
حديث أبي هريرة السابق .

فالصائم مُستجاب الدعاء ، وذلك لأمور :
الأول : أن الصائم في فريضة . والْمُتقَرِّب بالفريضة أحبّ إلى الله وأقرب .
وكان السلف يستحبّون أن يكون الدعاء في الفريضة .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : احملوا حوائجكم على المكتوبة . رواه عبد الرزاق .
وعند ابن أبي شيبة : اُدْعُوا فِي صَلاَتِكُمْ بِأَهَمِّ حَوَائِجِكُمْ إلَيْكُمْ .
وقال عمرو بن دينار : ما مِن صلاة أحب إليّ مِن أن أدعو فيها حاجتي مِن المكتوبة .
وروى ابن أبي شيبة عن عَوْنٍ بن عبد الله قَالَ : اجْعَلُوا حَوَائِجَكُمَ الَّتِي تَهُمُّكُمْ فِي الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ .
فإذا دعا الصائم حال صيامه كان أحرى للإجابة ؛ لأنه في فريضة .

الثاني : أن العامل يُعْطَى أجْره عند نهاية عَمَلِه ؛ فالصائم يَنتهي
يَومه بإفطاره عند الغروب ، فَنَاسَب أن تكون له دعوة مُستجابة عند
فِطْرِه .

الثالث : أن الصيام يُضيِّق مجاري الشيطان ، فتسمو النفس وتَخْلص فـ تُخْلِص ، فيكون أقرب إلى الإجابة .

الرابع : شِدّة الافتقار مع الجوع والعطش ، إذ أن الشِّبَع يَبْعَث عادَة على الغَفْلَة والأشَر .
قال سَهل بن عبد الله : البِطْنَة أصل الغَفْلَة .

وكُلّما ضَعُف الإنسان كان افتقاره إلى الله أقوى وأصْدَق .

ذَهَبَ حُسْنُ الْخُلُقِ بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَخَيْرِ الآخِرَةِ

جاء الإسلام والناس في جاهلية وشَرّ ، والأخلاق المرذولة ترجَح بِكفّة الأخلاق الفاضلة ..
فأشاد الإسلام بُنيان الأخلاق الفاضلة ، وأرسى دعائم معالي الأمور ، وحثّ على أشرافِها ..
وأقصَى الأخلاق السافلة ، ونَحّى سَفاسِف الأمور ، وحذّر مِن دناياها ..

ونَالت الأخلاق حظّا وافِرا مِن النصوص .. ونال أصحابها أسْنَى المراتب ، وأعلى الدرجات ..

فأحسن الناس أخلاقا أقْرَبهم مِجْلِسًا مِن نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم ..
وتكفّل رسول الله صلى الله عليه وسلم بِبَيتٍ في أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ
وأكمل المؤمنين إيمانا أحْسَنهم خُلُقا ..
وحُسْن الْخُلُق أثقَل ما يُوضَع في الميزان ..
وبِحُسْن الْخُلُق يبلغ العبد درجة الصائم القائم ..
وحُسْن الْخُلُق مع التقوى أكثر ما يُدْخِل الناسَ الجنة ..

وجَعَل الإسلام العبادات إحدى ركائز محاسِن الأخلاق ، والتربية على معالي الأمور ..
فالصلاة تَنْهَى عن الفحشاء والمنكر ..
والقيام مَنْهَاة عن الإثم ..
والصيام حَبْس للنَّفْس .. وتربية على التقوى .. وبَذْل للمال ..
في الحديث : إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا
يَصْخَبْ ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ : إِنِّي
امْرُؤٌ صَائِمٌ . رواه البخاري ومسلم .

واقْتَرَن الصيام بالجود والإنفاق ..
قال ابن عباس رضي الله عنهما : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ
فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ ، وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ
السَّلَام يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ ،
يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ
، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ أَجْوَدَ
بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ . رواه البخاري ومسلم .

قال الإمام البخاري : بَاب حُسْنِ الْخُلُقِ وَالسَّخَاءِ ، وَمَا
يُكْرَهُ مِنْ الْبُخْلِ . وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ ، وَأَجْوَدُ مَا
يَكُونُ فِي رَمَضَانَ .

بل إن الدعوة إلى مكارِم الأخلاق كانت منذ بدء الدعوة إلى الإسلام .قال
الإمام البخاري : وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ لَمَّا بَلَغَهُ مَبْعَثُ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَخِيهِ : ارْكَبْ
إِلَى هَذَا الْوَادِي فَاسْمَعْ مِنْ قَوْلِهِ . فَرَجَعَ ، فَقَالَ :
رَأَيْتُهُ يَأْمُرُ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ .

وفي قصة أبي سفيان مع هرقل .. قال هرقل : مَاذَا يَأْمُرُكُمْ ؟ قال أبو
سُفيان : يَقُولُ : اعْبُدُوا اللهَ وَحْدَهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ
شَيْئًا ، وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ ، وَيَأْمُرُنَا
بِالصَّلَاةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ وَالصِّلَةِ . رواه البخاري ومسلم
.

ولَمّا وفِد وفْد عبد القيس ، وكان فيهم الأشج - المنذر بن عائذ – أثنى
عليه النبي صلى الله عليه وسلم بِقوله : إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ
يُحِبُّهُمَا اللَّهُ الْحِلْمُ وَالأَنَاةُ . رواه مسلم . واصل الحديث في
الصحيحين .

والبِرّ اسمْ جامِع لِكلّ خُلُق فاضل ..

قَالَ ابْنُ عُمَرَ: " الْبِرُّ شَيْءٌ هَيِّنٌ ؛ وَجْهٌ طَلِيقٌ ، وَكَلَامٌ لَيِّنٌ . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان "

وقال عبد الله بن المبارك في حُسْن الْخُلق : هو بَسْط الوَجْه ، وبَذْل المعروف ، وكَفّ الأذى . رواه الترمذي .

فعلى كل مَن صام أن تَسْمُو نَفْسه .. وتزكو أخلاقه .. ويتخلّى عن أحقاده .. وينبذ حظوظ نفسِه .. ويَعْفُو ويَصْفَح ..
ويُعوِّد نفسه على التحلّي بالأخلاق الفاضلة ..

وليس بين الإنسان وبين حُسْن الْخُلق إلاّ أن يأطِر نفسه .. وأن يُعوّدها على الْحِلْم ..
قال عليه الصلاة والسلام : إنما العِلْم بالتعَلُّم ، وإنما الْحِلْم
بِالتَّحَلُّم . مَن يَتَحَرّ الخير يُعْطه ، ومَن يَتقّ الشَّرّ يُوقَه .
رواه الطبراني في الأوسط ، وصححه الألباني .

فانظر ما تُحبّه من الأخلاق فَتَحلّ به .. وما تكرهه مِن غيرك فاتّقِه ..

قيل للأحنف بن قيس : ممن تعلمت الْحِلم ؟ قال : مِن نفسي ؛ كنت إذا كَرِهْتُ شيئا مِن غيري لا أفعل مثله بأحَد .

دعـه نظيفا

هو الْمَلِك
وهو الآمِر الناهي

إذا صَلَح صَلَحت الرعية
وبِفَساده تَفْسد الرعية

وهو بيت الرَّبّ تبارك وتعالى .. إذ هو مَحَلّ التعظيم والاعتقاد ، وإضافته إليه إضافة تشريف ، كما يُقال عن الكعبة : بيت الله .

قال ابن القيم :
فالقَلْب بَيْت الرَّبِّ جَلّ جلاله = حُـبًّا وإخلاصا مع الإحسان

ولَمَّا كان هو بيت الرَّبّ تعظيما وتمجيدا وتقديسا وتألِيهًا وتَوحيدًا
وَجَب أن يبقى نظيفا ..
نظيفا من كل دَغل ودَخل ودَخَن ..
يُنَقَّى مِن كُلّ مَكر وخديعة وغشّ للمسلمين ..
ففي الحديث " ثلاث لا يَغِلّ عليهن قلب مسلم : إخلاص العمل لله ، ومُناصحة
ولاة الأمر ، ولُزوم الجماعة ؛ فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ". رواه الإمام
أحمد وابن ماجه والدارمي من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه .
ورواه الترمذي من حديث ابن مسعود رضي الله عنه .
ورواه أحمد من حديث أنس رضي الله عنه وزاد في آخره : فإنّ دعوتهم تحيط من ورائهم .

قال ابن عبد البر : معناه لا يكون القلب عليهن ومعهن غليلا أبدًا ، يعني
لا يَقوى فيه مَرض ولا نِفاق إذا أخلص العمل لله ، ولَـزِم الجماعة ،
وناصَح أولي الأمر . اهـ .
وقال ابن القيم : أي : لا يَبقى فيه غِلّ ، ولا يحمل الْغِلّ مع هذه
الثلاثة ، بل تَنْفِي عنه غِلّه ، وتُنَقّيه منه ، وتُخْرِجه عنه ؛ فإن
القلب يَغلّ على الشرك أعظم غِلّ ، وكذلك يَغلّ على الغش ، وعلى خروجه عن
جماعة المسلمين بالبدعة والضلالة . فهذه الثلاثة تملؤه غِلاًّ ودَغَلا ،
ودواء هذا الغِلّ واستخراج أخلاطه : بِتَجْرِيد الإخلاص ، والـنُّصْح ،
ومُتَابعة الـسُّـنَّة . اهـ .
وقال : فَالْمُخْلِص لله إخلاصه يمنع غلّ قلبه ويُخرجه ويُزيله جُملة ؛
لأنه قد انصرفت دواعي قلبه وإرادته إلى مرضاة ربه ، فلم يَبْقَ فيه مَوضع
للغلّ والغش ... فالاخلاص هو سبيل الخلاص ، والإسلام هو مَركب السلامة ،
والايمان خاتم الأمان .
وقوله : " ومُناصحة أئمة المسلمين " هذا ايضا مُنَافٍ للغلّ والغش ، فإن
النصيحة لا تُجَامِع الغلّ إذ هي ضده ، فمن نَصح الائمة والأمَّـة فقد برئ
مِن الغل .
وقوله : " ولزوم جماعتهم " هذا أيضا مما يُطَهِّر القَلْب مِن الغلّ والغش
، فإن صاحِبه لِلُزُومِه جماعة المسلمين يُحِبّ لهم ما يُحِبّ لنفسه ،
ويَكره لهم ما يَكره لها ، ويسوؤه ما يسؤوهم ، ويَسُرّه ما يَسرّهم . وهذا
بخلاف مَن انحاز عنهم واشتغل بالطعن عليهم والعَيب والذمّ لهم . اهـ .

ومَحَلّ ذلك كُلّه هو القلب ، الذي إن صَلَح صَلحت الأعضاء ..

ومن هنا كان التقي النقي مخموم القلب : أفضل الناس ..
قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أفضل ؟ قال : كل مَخْمُوم
القلب ، صدوق اللسان . قالوا : صدوق اللسان نَعْرِفُه ، فما مَخْمُوم
القلب ؟ قال : هو التَّقِيّ النَّقِيّ ، لا إثم فيه ولا بَغْي ، ولا غِلّ
ولا حَسَد . رواه ابن ماجه ، وصححه الألباني .

لقد جَـرَّد المؤمن قَلْبه
وأخذ مِكنسته
فَخَمَّ الحسد ، وطَرح البغضاء
وألقى الحقد ، ورَمى الإحَن
فذاق طعم الراحة وتذوق حلاوة الإيمان حينما لم يحمل حِقدا

وفي دعاء الخليل عليه الصلاة والسلام : ( وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ
يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ (88) إِلاَّ مَنْ
أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) .

قال علي رضي الله عنه : ليس من أخلاق المؤمن الـتَّمَلُّق ولا الحسد إلاَّ في طَلَب العِلْم .
والمقصود بالحسد هنا : الغِبطة والمنافسة ، مِن باب " لا حَسَد إلاّ في اثنتين .. " .

قال المقنع الكندي :
فإن الذي بيني وبين عشيرتي = وبين بني عمي لَمُخْتلف جِدّا
إذا قدحوا لي نار حرب بِزَندهم = قَدَحْتُ لهم في كل مكرمة زَندا
وإن أكلوا لَحْمي وَفَرْت لحومهم =وإن هَدموا مجدي بَنيت لهم مجدا
ولا أحمل الحقد القديم عليهم = وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا
وأعطيهم مالي إذا كنت واجِدا = وإن قلّ مالي لم أكلفهم رِفـدا

فهنيئا لك أيها المؤمن بما نظفت من أرجاء قلبك
وهنيئا لكل مؤمنة شغلها عيبها عن عيوب الناس فاشتغلت بنظافة قلبها من كل دَرن ودَخَل وغِشّ وغلّ .



5/ رمضان / 1431 هـ
الشيخ الفاضل عبد الرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد بالريـاض





{.... توقيع beren saat ....}

 مواضيع مماثلة

-
» لقد هلت رائحه رمضان
» الشووووووووووربة فى رمضان
» الصلاة فى رمضان
» اهم 3 ساعات فى رمضان
» كيف نستقبل رمضان ؟
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit
 

 ردود موضوع : مدرسة الاخلاق فى رمضان

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
كاتب الموضوعرسالة
 

مدرسة الاخلاق فى رمضان

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
لا يوجد حالياً أي تعليق
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ماى واى السعوديه (للنساء فقط)| my way :: الاقــــــســــــام الاســــــلامــــية :: الـــخــيــمـــة الــــرمـــضــانــيــــة-
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات ماى واى السعوديه - سياسه الخصوصيه
Powered by © phpBB Version 2.0 - Copyright © 2012, mywaysa.com Privacy Policy
 
جميع الحقوق محفوظه لـ ماى واى السعوديه©mywaysa.comتصميم وتطوير ابن الاسلام منتديات احلى ستايل alt=الرئيسيه | التسجيل |مراسلة الادارة |سياسه الخصوصيه | الاعلى