| | 
[size=21][ أختي تحادث شاب يا خالد .. ]
في إحد ضواحي المدينة و في ذلك المقهى الذي يركن بالزاويه يقبع بذلك الركن من الشارع المشهور والملقب بالتحليه
هناك نرى ذلك الشاب اللذي يتحدث لفتى أمامه و كأنه حزين على شيء ما , ويبدو أنه يتحدث مع صديق عزيز عليه و محب لمساعدته
و ذلك لأننا نرى الاهتمام على وجه ذالك الشاب وهو ينصت لمن أمامه بجديه و إهتمام واضح , و كأنه طلب منه أن يشير عليه في موضوع ما
ولنعرف ماذا يدور بينهما , لنستمع لتلك المحادثه :
" كما قلت لك يا خالد لم أستطع تصديق ما سمعت "
" حسناً المسأله ليست سهله , ظننت إنك علمت إن أختك تتحدث مع شاب , لكن يا أحمد كما تعلم أنكم عائلة فاحشة بالثراء "
" وما علاقة هذا بذاك ؟! "
" لا يا أحمد , له علاقه , أنظر دعنا من التفكير من وجهة نظرنا و لنفكر من
وجهة نظر شقيقتك ما السبب اللذي دعاها لكي تحادث شخص من دون علمكم "
" ليس لها أي عذر يا خالد وليس هناك سبب إلا أنها حمقاء ولا تعرف مصلحة
نفسها , السبب في غضبي وحنقي أنني أعلم لو أخبرت أمي و أبي بالموضوع لن
يهتما به و ... "
" توقف يا أحمد أنت الآن وصلت للعقده أعد ما قلت "
" هاه حسناً قلت إنني أعلم لو أخبر أمي و أبي بالموضوع لن يهتما به "
" أحمد كأنني وصلت كيف تفكر أختك فأتمنى إني أنا اسألك و أنت تجاوب علي بصراحه ولكن بشرط أن لا تقاطعني ولا تعترض على أسئلتي "
" حسناً يا خالد اسأل ما بدا لك "
" شقيقتك مع من تقضي يومها ؟ "
" تقضيه مع أي صاحبه متفرغه لها "
" و ماهي نوعية رفيقاتها ؟ "
" الحقيقه لا أعلم ولم أتدخل بهذا الأمر بتاتاً "
" أنصت إلي يا خالد لدي سؤال أهم كيف هي العلاقة بين شقيقتك ووالدتك ؟ "
أنزل أحمد رأسه للأرض و كأنه لا يريد الجواب على هذا السؤال هروباً من
الواقع , ولكن بعد إعادة السؤال من أحمد و إصراره على الجواب لم يكن له إلا
الصدق
" الحقيقه يا أحمد منذ أن كنا صغار أنا و أختي لم نشعر يوماً بحنان الأم
كما الآخرين , ولأننا عائلة غنيه كانت أمي تخرج لحفلات و إستراحات مع
صاحباتها و تدعنا
بالبيت مع الخدم و المربيه , الشيء الوحيد اللذي أعلمه إن شقيقتي حاولت كذا
مره أن تدع أمي تعطف عليها فقالت لها على إنفراد و أنا دون أن يلحظوني
أنها بحاجه لها و أنها تشعر أنها ضائعه بدونها و أنها بحاجه لأن تشعر
بالحنان و الاهتمام منها كما أي فتاة لكن أمي سخرت منها و قالت أنتي لم
تعودي صغيره
و هذه الدموع دعيها لك تستطيعين العيش بدون هذه التوافه , و لدي الآن عمل
أهم من كلامك هذا , حسناً يجب أن أصل إلى السوق لدي غرض هناك و يجب علي
الإسراع !!
خرجت والدتي دون الإلتفات على أختي أو تطيب خاطرها حتى بكلمة وداع حسناً
الحقيقه العلاقه بين أمي و اختي ليست قويه كما هي علاقة أي أم و أبنتها "
" أسمعني يا أحمد علمت الآن كيف تفكر أختك خاصه و قد أخبرتني مسبقاً أن
والدك نادراً ما يتواجد داخل المنزل لأن لديه الكثير من الأعمال خارج
البلاد و أنكما لا ترونه
إلا مره بالشهر أو الشهرين , و أن شقيقتك يخلو عليها البيت دائماً فتخيرها
والدتك بين الجلوس وبين الخروج مع من تشاء فهي لا تهتم لمن تصاحب ولمن
تخرج , أعتقد أن اختك أشتكت لصاحباتها
و أخبرنها أنها ستجد ما تريد من الحنان و الحب إذا بدأت تكلم شاب بعمرها و
تخرج معه و تعيش معه قصة حُب حقيقيه يا أحمد أن أختك قد أخطأت بحديثها مع
ذلك الشاب
لكن أكثر الخطأ على محملكم , فلو وجدت اختك ما تريده من الحنان و الحب من
عائلتكم و خاصه من والدتك لما فكرت للحظات أن تنصت لكلمات صاحباتها أو
غيرهن أو حتى الشاب نفسه
حسناً أنا أخمن أن أختك رغم كل هذا إلا أنها تشعر بالحزن "
كان أحمد يستمع لصديقه خالد ذلك الفتى اللذي تخرج بدرجة عاليه من كلية علم
النفس و صديق طفولته و كيف عرف و حلل كيف تفكر أخته بدقائق , و هم أهلها
ولا يعلمون ماذا تفكر فيه أو هل هي سعيده أم حزينه
أختتم لقائهما بنصيحه من خالد لصديق طفولته أحمد أنا يفاتح أخته بهذا
الموضوع و يدع لها المجال لتعبر مافي خاطرها من أفكار و هموم دون مقاطعتها و
أن يتأنى بإختيار قراره وإلا يدع للشيطان مكان في نفسه
حتى لا تكون لحظة غضب سبب في تعاسته طول حياته عاد أحمد للمنزل في الساعه ( 9 م )
و لم يذهب إلى طابقه و جناحه لأنه يشعر أنه يريد إنهاء الموضوع بأقرب وقت
لذلك غير مساره وذهب لغرفة شقيقته الوحيده بعد أن فكر في الموضوع برويه و
طرق الباب و بعد عدة طرقات :
" تفضل الباب ليس مغلق "
دخل أحمد و وجد أخته جالسه على الأريكه وكأنها كانت تبكي قبل طرقه للباب
بلحظات , ذهب إليها و عزم على أن يفتح هذا الموضوع مع شقيقته :
" ساره أريد أن أفاتحك بموضوع هام "
بان على وجه ساره الإهتمام وقالت :
" تفضل يا أخي كلي أذان صاغيه "
" حسناً الحقيقه ليس لدي مقدمات و أريد الدخول في صلب الموضوع , ساره لماذا تحادثين شاب من دون علمي "
بان على وجه ساره الخوف و الرعب و كأنها تنتظر من أخيها لكمه أو صفعه أو أن
يلقى عليها وابل من الضربات لكن وجدته لا يزال جالساً و عيناه تحملقان في
الفراغ :
" أحمد لما لم تضربني حتى الآن "
" ساره أنا لا أريد أن أحزنك أو أؤذيك و أعلم أن حديثك معه لم يكن إلا قبل
فتره بسيطه , لكن أختي أريد أن تصارحيني لماذا تحادثيه و أنتي تعلمين أن
هذا لا يجوز و دعى الحواجر (الحواجز) بيننا و حادثيني كأنني أختك ولست أخيك
"
بدا على ساره التأثر لما سمعته من شقيقها وكيف بان من كلامه الحزن و من
نظراته العتاب و قالت بعد صمت طويل أحترمه أحمد ولم يقطعه عليها :
" أحمد لن أكذب عليك أنا أشعر أنني إنسانه فاقده للحنان و الحٌب لست كا اي
من صديقاتي اللواتي يخرجن مع والداتهن حيث يذهبن , أنا عندما سألت صاحباتي
عن ماذا أفعل أخبروني أن تكوين علاقه مع شاب هي أفضل حل لي
و أنا عندما كنت أتسوق تبعني شاب و أعطاني رقمه و طلب مني الحديث معه , و
أنا ذهبت بصمت , و في الليل ترددت هل أحادثه أم لا , ولكن في النهاية خضعت
لرغبتي العارمه لسماع كلمات الحُب و الحنان فحادثته الليله الفائته
تقريباً "
قبل أن يتكلم أحمد قبل جبين أخته و مسك يدها وقال :
" أختي ساره لكل شيء حل ولكن ما تريديه لن يؤتيك إياه لا أنا ولا أمنا
اللتي نكاد أن لا نعرفها ولا والدنا اللذي لا نراه إلا قليلاً بل هو القرب
من ربك حسناً أنا سوف أغير رقم هاتقك و أنسى ما فعلتيه و أبدئي صفحه جديده
من حياتك
أنصتي إلي يا أختاه أعلم أنني مقصر في حقك لكن تعلمين أني شاب لدي خروج و
دخول لا أستطيع أن أجلس في البيت طوال اليوم لكن كل ما أريده منك هو أن
تقطعي علاقتك بصاحباتك و رافقي فتيات أخيار أنا فكرت كثيراً
كيف أحل مشكلتك قبل أن أحادثك ولم أجد أفضل من أن أسجلك بحلقه من حلقات
التحفيظ النسائيه و سأتكفل أنا بإيصالك و إرجاعك و صدقيني قربك من ربك و
حفظك لكلماته سوف يغير مجرا حياتك و سترزقين بكل شيء جميل "
كانت ساره تستمع لأخيها و عيناها تذرفان الدموع لا بل كأن عيناها نهر جاري
يصب الدموع و شعرت لأول مره أن هناك أحد يهتم بها و أن إن كان هناك شاب
سيعوضها ذلك الحنان اللذي فقدته من أمها و أبيها ليس ذلك الشاب
بل أخيها اللذي يهتم لمصلحتها و أمرها و إلا لتركها تفعل ما تشاء كما فعل
والدها و والدتها و لم يضع حد لهذا الأمر على عدد ما حزنت ساره في حياتها
إلا أن فرحتها في تلك اللحظة تفوق كل أحزانها شكرت أخيها و وعدته أن
تترك صاحباتها و أن تبدأ صفحه جديده من عمرها و فعلاً سجلت في حلقة نسائيه و
كانت كلما عادت من تلك الحلقه و في الطريق تصف لأخيها السعاده الجارفه
اللتي تجتاحها عندما تتلو القرآن و تحفظه و ترتله كان أخيها ينصت
إليها و كله فرح لأن الله هداه لأفضل الحلول و كيف أستطاع إسعاد أخته اللتي
تخرجت هذه السنة من المرحله الثانويه و أنفصلت عن صاحباتها و بعد أربع
سنوات حفظت ساره القرآن و تخرجت من الجامعه في نفس السنه
ولا أصف لكم كيف وصلت إليه من الجمال الظاهري و الروحاني فأصبح الخطاب
يأتون لها من كل جانب لكنها ترفض حتى في ذلك اليوم أتى إليها ( خالد ) صديق
طفولة أحمد و تقدم إليها لم تكن لتوافق لولا الله ثم سماعها دائماً من
أخيها
كيف أنه لم يرى مثل صاحبه أحمد أخلاقاً و علماً و حكماً و صبراً و أنه لن
يرى شخص أفضل منه ما عاش في هذه الدنيا , أستشارت ساره أخيها عن ( خالد )
اللذي قال لها أنه يتمنى أن توافق عليه فمصاهرة هذه الشخص
و عائلته خير لها إن شاء الله خاصه أنه يعلم أن عائلة ( خالد ) يحبون ساره و
يتمنون ان تصبح زوجه لخالد , وفي يوم من الايام و بعد ثلاثة أيام من
التفكير و الإستخاره ذهبت ساره إلى أخيها و قالت أنها موافقه فرح اخيها
كما لم يفرح في حياته , و بعد يومان عقد خالد و ساره القران و بعد القران
بشهر تزوجا , و أحدثكم الآن بعد زواجهما بـ 4 سنوات فقد رزقا بطفله جميله
تدعى ( سماهر ) و طفلان و هما ( عبدالرحمن و عبدالله ) و أصبحت ساره
معلمة دين في أحد المدارس المتوسطه و داعيه للخير حسناً يبدو أنني نسيت
الحديث عن ( أحمد ) أحمد الآن تزوج من إبنة عمه ( جود ) و يحيا الآن حياة
جيده و مريحه خاصه و قد رزق بفتاتان جميلتان و هما ( غاده و ريم )
وفي الختام أريد توضيح هدفي من هذه القصه وهي أن ( في التأني السلامه و في
العجله الندامه ) و ( ليس الشديد في الصرعه لكن الشديد من يمسك نفسه عند
الغضب )
و ذلك فإن أصبت فمن ربي و إن أخطأت فمن نفسي و الشيطان ( تمت ) !!
[/size]
| {.... توقيع كبرياء انثى ....} | |
|
|
