|
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم إذا دَخَل رمضان فُتِّحَت أبواب الجنة الثمانية ، وغُلِّقَت أبواب النار .قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا دَخَلَشَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُجَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ . رواه البخاري ومسلم . وذلك لِكثرة أسباب المغفرة ، ولإجابة الدعاء ، والسلامة مِن الإثم ..ولذا قال عليه الصلاة والسلام : أتاني جبريل فقال : يا محمد مَن أدركرمضان فلم يُغفر له فأبعده الله . قل آمين . قلت : آمين . رواه ابن خزيمةوالحاكم وصححه .فعلى المسلم أن يستغلّ هذا الشهر ليرفع لِنفسه ذِكْرها ، وذلك بكثرة العمل الصالح الذي يرفع قَدْر الإنسان في الدنيا وفي الآخرة .. أما في الدنيا فـ (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) وبالأعمال الصالحة تُنفّس الكُربات ، وتزول الشدائد ، كما في قصة الثلاثةالذين آواهم المبيت إلى غار ، فدعوا الله بِصالح أعمالهم ، ففرّج اللهعنهم ، كما في الصحيحين .والعمل الصالح مِن أسباب استجابة الدعاء ، وفي الحديث : إِذَا ثُوِّبَبِالصَّلَاةِ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَاسْتُجِيبَ الدُّعَاءُ .رواه الإمام أحمد . شعيب الأرنؤوط : حسن لغيره . وصححه الألباني . وسبق تفصيل أكثر في " دعوة صائم " . والأعمال الصالحة أُنْس الإنسان في قبره ..وفي الحديث قال في شأن المؤمن إذا وُضِعَ في قبره : ويأتيه رَجُل حَسَنالوَجه حَسَن الثياب طَيِّب الرِّيح ، فيقول : أبشر بالذي يَسُرّك ، هذايومك الذي كنت تُوعد ، فيقول له : من أنت ؟ فوجهك الوجه يجئ بالخير ،فيقول : أنا عملك الصالح . رواه الإمام أحمد . وصححه الألباني والأرنؤوط .والأعمال الصالحة هي سبيل الاجتياز على الصراط .. قال عليه الصلاة والسلام : يَمُرُّ الْمُؤْمِنُونَ كَطَرْفِ الْعَيْنِوَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَالطَّيْرِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِوَالرِّكَابِ ؛ فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ ، وَمَخْدُوشٌ مُرْسَلٌ ، وَمَكْدُوسٌفِى نَارِ جَهَنَّمَ . رواه البخاري ومسلم . وهي سبيل الرِّفْعة في المنازل في الجنة ..قال عزّ وَجَلّ : (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)وقال عليه الصلاة والسلام : إنَّ أهْل الْجَنَّة يَتَرَاءَون أهْل الغُرُفمِن فَوْقِهم كَمَا تَتَرَاءَون الكَوْكَب الدُّرِّي الغَابِر في الأُفُقمِن الْمَشْرِق أوْ الْمَغْرِب ، لِتَفَاضُل مَا بينهم . قالوا : يا رسولالله تلك مَنازل الأنبياء لا يَبْلُغُها غَيرهم ؟ قال : بلى والذي نفسيبيده ، رجال آمَنوا بالله وصَدَّقُوا الْمُرْسَلِين . رواه البخاري ومسلم .قال القرطبي في تفسير قوله تعالى : (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِيأُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) : أي : وَرِثْتُممَنَازِلَها بِعَمَلِكُم ، ودُخُولُكم إيّاها بِرَحْمَة الله وفَضْلِه .وقال ابن كثير في تفسيره : أي : بِسَبَبِ أعْمَالِكم نَالَتْكُمالرَّحْمَة فَدَخَلْتُم الْجَنَّة ، وتَبَوّأتُم مَنَازِلَكُم بِحَسَبأعْمِالِكم ، وإنّمَا وَجَبَ الْحَمْل عَلى هَذا لِمَا ثَبَت في الصحيحينعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :واعْلَمُوا أنّ أحَدَكم لَن يُدْخِلهعَمَلُه الْجَنَّة . قَالوا : ولا أنْت يا رسول الله ؟ قال : ولا أناإلاَّ أن يَتَغَمَّدَني الله بِرَحْمَةٍ مِنه وفَضْل .وقال في قوله تعالى : (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَاكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) : أي : أعْمَالُكم الصَّالِحَة كانت سَبَبًالِشُمُول رَحْمَة الله إياكم ، فإنه لا يُدْخِل أحَدًا عَمَلُه الْجَنَّة، ولَكِن بِفضلٍ مِن الله ورَحْمَته ، وإنّمَا الدَّرَجَات تَفَاوتهابَحَسَب عَمَل الصَّالِحَات . اهـ .وكل عَمَل يتقرّب به الإنسان إلى الله يرفع درجاته ، وأخصّ ذلك : الصلاة .قال عليه الصلاة والسلام : عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ ،فَإِنَّكَ لاَ تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلاَّ رَفَعَكَ اللَّهُ بِهَادَرَجَةً وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً . رواه مسلم .قال البهوتي : وَالسُّجُودُ : غَايَةُ التَّوَاضُعِ ، لِمَا فِيهِ مِنْوَضْعِ الْجَبْهَةِ ، وَهِيَ أَشْرَفُ الأَعْضَاءِ عَلَى مَوَاطِئِالأَقْدَامِ ، وَلِهَذَا كَانَ أَفْضَلَ مِنْ الرُّكُوعِ . اهـ .وَلَمَّا خَدَم ربيعةُ بن كعب رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقالله عليه الصلاة والسلام : سَلْ . فقال : أسألك مرافقتك في الجنة . قال :أوَ غير ذلك ؟ قلت : هو ذاك . قال : فأعِنِّي على نفسك بِكَثْرة السجود .رواه مسلم .قال النووي : فِيهِ الْحَثّ عَلَى كَثْرَة السُّجُود ، وَالتَّرْغِيب ،وَالْمُرَاد بِهِ السُّجُود فِي الصَّلاة ، وَفِيهِ دَلِيل لِمَنْ يَقُولتَكْثِير السُّجُود أَفْضَل مِنْ إِطَالَة الْقِيَام ... وَسَبَب الْحَثّعَلَيْهِ مَا سَبَقَ فِي الْحَدِيث الْمَاضِي " أَقْرَب مَا يَكُونالْعَبْد مِنْ رَبّه وَهُوَ سَاجِد " وَهُوَ مُوَافِق لِقَوْلِ اللَّهتَعَالَى : (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) ؛ وَلأَنَّ السُّجُود غَايَةالتَّوَاضُع وَالْعُبُودِيَّة لِلَّهِ تَعَالَى ، وَفِيهِ تَمْكِينأَعَزِّ أَعْضَاء الإِنْسَان وَأَعْلاهَا وَهُوَ وَجْهه مِنْ التُّرَابالَّذِي يُدَاس وَيُمْتَهَن . اهـ .فَدُونَك شَهْر الغُفران .. وشهر الرحمة .. وشَهر الطاعة والقُرُبات .. وإياك والتواني والكسَل .. فَغَدًا يَنْدَم الكسلان .. قال ابن الجوزي : مَن تَبَصَّر تَصَبَّر . الْحَزْم مَطِية الـنّجح . الْطَّمَع مَرْكبالـتَّلَف . الـتَّوَاني أبو الفقر ! البَطَالة أم الْخُسْران . التفريطأخو الـنَّدَم . الكَسَل ابن عَمّ الْحَسْرة . ما يَحْصُل بَرْد الْعَيشإلاَّ بِحَرِّ الـتَّعَب . ما العِزّ إلاَّ تَحت ثوب الْكَدّ . على قَدْرالاجتهاد تَعْلُو الـرُّتَب . {.... توقيع beren saat ....} | |
|
|