|
ابن بطوطهابن بطوطة هو أبوعبد الله محمد بن عبد الله بن إبراهيم الطنجي، رحالة شهير لف معظم بلادالعالم وأتى بمغامرة من كل بلد منها، من منا لا يريد أن يكون مثل هذاالإنسان الرائع الذي قام بزيارة العديد من البلدان حيث تعرف على ثقافاتمتنوعة وعادات وتقاليد مختلفة منها الطبيعي ومنها الغريب، والأجمل من كونهقام بزيارة هذه البلدان هو قيامه بتسجيل ما رآه فيها في كتاب شهير قامبكتابته له ابن الجوزي هو الكتاب الذي يعرف باسم "رحلات ابن بطوطة"، حيثأصبح هذا الكتاب بعد ذلك دليلاً لكثير من المهتمين بالإطلاع على كل مايتعلق بثقافات البلاد الأخرى.قضي ابن بطوطة فيرحلاته هذه حوالي ثلاثين عاماً تعرض فيهم للعديد من الأحداث، منها العديدمن الأحداث التي تعرضت فيها حياته للخطر، ومن خلال كتابه قام بإعطاء وصفدقيق لكل ما صادفه في رحلته من أماكن وشخصيات ومعالم وأحداث وغيرها منالأمور الشيقة التي قام بتناولها.النشأةولد ابن بطوطة فيمدينة طنجة بالمغرب في عام 1304م، وقام بدراسة الشريعة وقرر وهو فيالحادية والعشرين من عمره وذلك في عام 1325م أن يخرج لأداء فريضة الحج،وعزم أنه في أثناء رحلته هذه سوف يعمل على التوسع في دراسة الشريعة فيبلاد العرب.عشق ابن بطوطةالسفر منذ الصغر ومما حببه به أكثر الكتب التي تداولها العرب والتي يوجدبها العديد من أخبار البلدان ومعالمها مثل كتاب "المسالك والممالك" لابنخرداذبة، و"مسالك الممالك " للأصطخري والتي تتناول البلدان من الناحيةالتاريخية والجغرافية.وعرف العربباهتمامهم بالرحلات ووصف البلاد التي قاموا بزياراتها وذلك من أجل معرفةالمزيد من العلوم والمعارف ونقلها إلى العربية وكانت تفيد هذه الرحلات فينقل الثقافات والعادات المختلفة بين البلاد المختلفة بالإضافة للتعرف علىشعوب جديدة.إصرار وعزيمةعلى الرغم منالأخطار والأهوال التي عرف ابن بطوطة أنه سوف يتعرض لها أثناء رحلته خاصةأنه سوف يتوجه إلى بلاد غريبة وسوف يدخل إليها لأول مرة إلا أن هذا لميثني من عزيمته، فقرر بمنتهى العزم أن يبدأ رحلته ويكملها إلى نهايتها،فبدأ هذه الرحلة وحيداً ثم أنضم بعد ذلك لقافلة من التجار وواصل الرحلةهكذا، وكلما يمضي قدماً ينضم إليه آخرين.في بداية رحلتهوبالتحديد في مدينة بجاية تعرض ابن بطوطة للمرض وأصابه الضعف الشديد ولكنهأصر على مواصلة المسير مفضلاً الموت وهو متوجه لمكة للحج عن التخلف عنالقافلة.رحلاتهقام ابن بطوطةبثلاث رحلات خلال حياته بدأت الرحلة الأولى من المغرب وبالتحديد من طنجةوباتجاه شمال إفريقيا حتى الإسكندرية ومنها إلى دمياط فالقاهرة، ثم تابعسفره في النيل إلي أسوان فعيذاب على البحر الأحمر ومنها قام بالإبحار حتىوصل إلى جدة ، ثم عاد إلى القاهرة فدمشق عبر فلسطين، ثم سار إلى اللاذقيةفحلب واتجه مع قافلة حجاج إلي مكة المكرمة، توجه بعد ذلك إلي العراق ثمفارس وحج للمرة الثانية ثم أنطلق من مكة إلى اليمن فالبحرين ومنها إلى مكةورجع للقاهرة.بدأت رحلة ابنبطوطة الثانية باتجاه الشمال فزار الشام ودخل أسيا الصغرى وبلغ سينوب علىالبحر الأسود ثم عبرها إلى جزيرة القرم وزار جنوب روسيا قبل أن ينتقل لأرضالبلغار ومنها عاد إلى فارس ودخل أرض الهند، وفي الهند أقام سنوات في خدمةالسلطان، ثم زار كل من سيلان وأندونيسيا وكانتون في الصين، وعاد من سومطرةإلى ظفار بحراً وانتقل برا إلى فلسطين، ثم رحل باتجاه بلاده عبر مصر فتونسوفي طريقه زار سردينا بحراً، وخلال زياراته لفاس عبر مضيق جبل طارق وزارالأندلس، وكانت الرحلة الثالثة إلى أعماق إفريقيا وحتى مالي ثم عاد إلىفارس بعد أن خاض الكثير من المشاق.قام ابن بطوطةبوصف مفصل لكل ما صادفه في طريقه، وذكر جميع الأحداث التي مرت به فذكرالطريق والبلاد والقصور وأبواب المدن ومعالمها والأشخاص الذين مروا عليهوالأحداث التي حدثت بينهم سواء تشاجر مع أحد أو تقابل مع أخر فأكرمه، حتىفترات مرضه ذكرها أيضاً ولم يغفل نقطة مهما كانت بساطتها، فلم يترك ابنبطوطة بلداً مر فيه إلا وصفه وذكر أهله وحكامه وعلمائه وقضاته.مما قاله في وصف البلاديقول في وصفهلمدينة الإسكندرية "ثم وصلنا في أول جمادى الأولى إلى مدينة الإسكندريةحرسها الله، وهي الثغر المحروس والقطر المأنوس، العجيبة الشأن الأصيلةالبنيان، بها ما شئت من تحسين وتحصين، ومآثر دنيا ودين، كرمت مغانيهاولطفت معانيها وجمعت بين الضخامة والإحكام مبانيها"ولقد بهرته أيضاًمدينة القاهرة ووصفها قائلاً " أم المدن, سيدة الأرياف العريضة والأراضيالمثمرة, لا حدود لمبانيها الكثيرة, لا نظير لجمالها وبهائها, ملتقىالرائح والغادي, سوق الضعيف والقوي... تمتد كموج البحر بما فيها من خلقبالكاد تسعهم..."كما سحرته دمشقوقال عنها "تنوع ونفقات الأوقاف الدينية في دمشق تتجاوز كل حساب، هناكأوقاف للعاجزين عن الحج إلى مكة, ومنها تدفع نفقات من يخرجون للحج نيابةعنهم، وهناك أوقاف أخرى توفر أثواب الزفاف للعرائس اللائي تعجز عوائلهن عنشرائها, وأوقاف أخرى لعتق رقاب السجناء، وهناك أوقاف لعابري السبيل تدفعمن ريعها أثمان طعامهم وكسائهم ونفقات سفرهم لبلدانهم، كما أن هناكأوقافاً لتحسين ورصف الدروب, لأن كل الدروب في دمشق لها أرصفة على جانبيهايمشي عليها الراجلون, أما الراكبون فيمضون في وسط الدرب."ومما قاله فيمارأه في وصف الهند "ولما انصرفت عن هذا الشيخ رأيت الناس يهرعون من عسكرنا،ومعهم بعض أصحابنا فسألتهم ما الخبر فأخبروني أن كافراً من الهنود ماتأججت النار لإحراقه ، وامرأته تحرق نفسها معه، ولما احترقا، جاء أصحابيواخبروا أنها عانقت الميت حتى احترقت معه"وفي جزر المليبارقال "ومن عجائبها أن سلطانتها امرأة وهي خديجة بنت السلطان جلال الدين،وهم يكتبون الأوامر في سعف النخيل بحديدة معوجة تشبه السكين ولا يكتبون فيالكاغد إلا المصاحف وكتب العلم ولما وصلت إليها نزلت بجزيرة كنلوس وكانغرضي أن أسافر منها إلى المعبر وسرنديب وبنجالة ثم إلى الصين "توفى ابن بطوطة فيمراكش، طبعت رحلته مراراً وهي باسم " تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائبالأسفار" كما ترجمت فصول منها لعدد من اللغات الأجنبية |
|