|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفشل طريق للنجاح إنك لا تعلم حجم التغيير الذي يمكن أن يحدث في حياتك إذا غيَّرت اعتقادك أو وجهة نظرك إلى تجارب الفشل، وقديمًا قالوا: (الضربة التي لا تقصم ظهرك تقويك). فالنجاح الدائم الباهر لا يولد إلا من رحم الفشل؛ لأن الفشل المتكرر هو الذي يُكسِب المرء ما يلزم للنجاح من صفات نفسية؛ كالصبر والإرادة ومن خبرات عملية كذلك، فالفرق الأساسي بين الناجح والفاشل ليس في حجم الإخفاقات، ولكن في الوجهة التي ينظر كل منهما إليها. فبينما ينظر الناجح إلى الفشل على أنه فرصة للتعلم والبدء من جديد على ضوء خبرات مكتسبة، يرى الفاشل إخفاقه على أنه قدر مكتوب عليه لا يمكن تغييره، ويلقي باللوم على الظروف الصعبة، ويعلق تقاعسه على شماعة الواقع المر. حوار بين ناجح وفاشلين: قال الفاشلون: الفشل يعني أنك إنسان فاشل. قال الناجح: كلا، الفشل يعني أني لم أُوَفَّق إلى الآن. قال الفاشلون: الفشل يعني أنك لم تفعل شيئًا إلى الآن. قال الناجح: كلا، الفشل يعني أني تعلمت شيئًا جديدًا. قال الفاشلون: الفشل يعني أنك إنسان جاهل. قال الناجح: الفشل يعني أن لدي القدرة الكافية على العمل. قال الفاشلون: الفشل يعني أنك لن تستطيع الوصول. قال الناجح: كلا، الفشل يعني أن عليَّ اختيار طريق آخر للوصول. قال الفاشلون: الفشل يعني أنك تافه. قال الناجح: كلا، الفشل يعني أني لم أصل إلى الكمال إلى الآن. قال الفاشلون: الفشل يعني أنك أتلفت حياتك. قال الناجح: كلا، الفشل يعني أن لدي الحجة للبداية من جديد. قال الفاشلون: الفشل يعني أن عليك الرضوخ والتسليم للواقع. قال الناجح: كلا، الفشل يعني أن علي المحاولة والسعي مرة أخرى بطريقة مختلفة. كيف تغير اعتقادك في الفشل؟ والآن بعد أن علمت أن النظرة الصحيحة للفشل هي أنه تجارب للتعلم، وفرصة للبدء من جديد بخبرات جديدة، وبعد أن علمت سابقًا أن سنة الله تعالى التي تسري على نجاح الأفراد والأمم أنه في الغالب لا يكون إلا بعد سلسلة من الإخفاقات، نرجو أن يكون ذلك كافيًا في تغيير اعتقادك عن الفشل، وعن تلك الظروف التي تظن أنت أنها السبب فيه. وإلىك الآن بعض التقنيات من علم البرمجة اللغوية العصبية التي تساعدك في تغيير هذا الاعتقاد الخاطئ عن الفشل، وبرمجة عقلك الباطن وفق النظرة الصحيحة له. وقبل هذا نحب أن نضيف لك معلومة هامة عن العقل الباطن، وهي أنه لا يفرق بين الصورة الواقعية والصورة التخيلية، فإذا استخدم الإنسان حواسه الخمس في رسم صورة تخيلية لهدف يود تحقيقه أو اعتقاد يود برمجته في عقله الباطن، ومع تكرار هذه الصورة لفترات طويلة فإنها تستقر في العقل الباطن، ويصنفها ويتعامل مع صاحبها كأنها تحققت فعلًا، فيُفجِّر فيه الإرادة والعزيمة والطاقة اللازمة لتحقيق هذه الفكرة أو تغيير هذا الاعتقاد. وإلىك الآن الطريقة التي تبرمج بها عقلك الباطن وفق الاعتقاد الصحيح تجاه ظروف الفشل: أولًا ـ كيف تزيل الاعتقاد السلبي تجاه ظروف الفشل؟ 1ـ دوِّن الاعتقاد السلبي تجاه الفشل في ورقة، وليكن مثلًا: الفشل يعني أنني إنسان فاشل، وظروفه الصعبة لن تمكنه أبدًا من النجاح. 2ـ دوِّن خمسة أشياء سلبية تحدث لك بسبب هذا الاعتقاد، مثال: · الإحساس بالعجز. · الإصابة بالإحباط. · ترسيخ قناعة أنني كتب عليَّ الفشل. · ضمور القدرات في شخصيتي، وعدم السعي للتطور. · الإحساس بالتعاسة والشقاء في الحياة. 3ـ أغمض عينيك وتخيَّل أنك قد انتقلت لمدة عام في المستقبل وأنت لا زلت على اعتقادك السلبي، لاحظ الألم والخسارة اللتين يسببهما لك هذا الاعتقاد، ولاحظ كيف يؤثر سلبًا على حياتك الشخصية والعملية والصحية والعائلية. 4ـ استمر في السير في خط إطارك الزمني، وتخيَّل أنك قد وصلت إلى خمس سنوات في المستقبل، وما زال معك نفس الاعتقاد السلبي، لاحظ الألم واشعر به، ولاحظ كيف أن هذا الاعتقاد يقيد تقدمك ويعيق نجاحك، واستشعر تمامًا كيف تحس بالأسى والشقاء في ذلك الوقت، واربط هذا الاعتقاد بكل تلك الأحاسيس السلبية من أسى وشقاء وألم. 5ـ استمر في السير في خط إطارك الزمني لمدة عشـر سنوات في المستقبل وأنت تحمل نفس هذا الاعتقاد السلبي معك، لاحظ الألم واشعر به ولاحظ كيف أن هذا الاعتقاد السلبي يقيدك ويسبب لك الكثير من الألم. 6ـ ارجع بخط الزمن إلى وقتك الحاضر وافتح عينيك، وتنفس بعمق ثلاث مرات. 7ـ كرِّر هذا التمرين يوميًّا قبل النوم وبعد الاستيقاظ منه كما سبق. ثانيًا ـ كيف تزرع الاعتقاد المرغوب فيه تجاه ظروف الفشل؟ 1ـ دوِّن الاعتقاد الإيجابي تجاه الفشل في ورقة صغيرة، وليكن مثلًا: لا يوجد فشل، وإنما هناك خبرات تكتسب. 2ـ دوِّن خمس فوائد إيجابية للاعتقاد الجديد، واستشعر البهجة التي ستحصل عليها من هذا الاعتقاد الإيجابي، مثال: · اكتساب المعارف والخبرات، التي تزيد من فرص النجاح. · زيادة تقديري لذاتي. · التخلص من أحاسيس الشقاء والتعاسة. · بروز قدراتي وإمكاناتي الحقيقية. · تحقيق نجاحات على مستوى طموحاتي. 3ـ أغمض عينيك وتخيَّل أنك قد انتقلت عامًا في المستقبل باعتقادك الجديد، واستشعر البهجة والسعادة التي حصلت عليها بسبب الفوائد التي جلبها لك اعتقادك الجديد؛ فيما يتعلق بحياتك الشخصية والعملية والصحية والعائلية. 4ـ استمر في السير في خط إطارك الزمني لمدة خمس سنوات في المستقبل، واشعر بالسعادة التي ستحصل عليها، ولاحظ فوائد اعتقادك الجديد. 5ـ استمر أكثر في سيرك في خط إطارك الزمني لمدة عشـر سنوات في المستقبل، اشعر بالبهجة تسـري في كل بدنك، ولاحظ كيف أن حياتك ستتحسن بهذا الاعتقاد الجديد. 6ـ عُدْ للحاضر وافتح عينيك وتنفس بعمق ثلاث مرات. 7ـ كرِّر هذا التمرين بعد التمرين السابق قبل النوم مباشرة، وبعد الاستيقاظ مباشرة. أيها القارئ الكريم، ولا يفوتنا هنا أن ننبهك إلى أن تغيير الاعتقاد في ظروف الفشل، هو خطوة لازمة لك لكي تمضي في سبيل النجاح، ولكن ذلك وحده لا يكفي لإتمام عملية النجاح، فإن الذي يغير اعتقاده في ظروف الفشل، دون أن يتبع ذلك بعمل جاد دؤوب لتحصيل النجاح، من تحديد الأهداف، والتخطيط المتقن لتحقيقها، ثم تحويل خطته إلى واقع عملي ملموس، مع الصبر على العقبات، ومواجهة التحديات في طريق النجاح ــ فمثل هذا الشخص كالمسافر الذي يستيقظ من نومه، ثم هو لا يبدأ في رحلة السفر، فإنه لا يصل أبدًا إلى هدفه. أما الذي ينجح في تغيير نظرته إلى الفشل، وتحويلها إلى زاد للنجاح، فإنه بذلك يكون قد أزال عقبة هامة في طريق نجاحه، وأصبح مستعدا للسير في طريقه، فالنجاح كنز ثمين، لا يفوز به إلا من بذل الجهد الذي يستحقه، فهذه سنة الله تعالى، أن من جد وجد، ومن زرع حصد، فها هو سبحانه يقول: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69]، ونذكرك أخيرًا بقول الشاعر: وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا وما استعصى على قوم منال إذا الإقدام كان لهم ركابا {.... توقيع كبرياء انثى ....} | |
|
|