|
أين السعادة ؟خلق الله الأرض ليعمرها بالمخلوقات المتنوعة ... ومنها الإنسانولما أذل إبليس اللعين آدم عليه السلام كتب الله على ابن آدم والشياطين المعاش فى الأرض للإبتلاء والإختبار فى الحياة الدنيا إلى وقت معلوم .فاصبحت الحياة الدنيا مملوءة بالشدائد والمحن والأحزان ، ولابد من متابعة السير ولا مفر من المساوئ والإبتلاءاتومعها يكون الأمل ضرورى ليسير الركب وتستمر الحياة .وللإنسان البحث عن هذا الأمل لينقب عن باب السعادة والبقاء وسط أهوال وصراعات تجذبه من هنا وهناك .وهنا نبحث معا عن طريق السعادة وننقب عن بصيص النور لنسلك معه الطريق .نبدأ بحديث النفس للنفسلا تنسى أن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعد بالأجر حتى ولو شاكة تشوك الإنسانلاتنسى أن مع العسر يسرا كما وعد اللهلا تنسى أن لا أمر يدوم وكثير من الأحزان انتهى وكثير من الأحداث مرت وكل يوم بجديدلا تنسى أن الله راعيك ويحفظكلاتنسى أن الله يترك الظالم حتى إذا أخذه لم يفلتهوتذكر أن الله أرحم بعبده من أمهوالله لا يريد لعبده إلا خيراولا تعجل فإن العجلة من الشيطانومهما طالت الدنيا فهى قصيرة إلى زوالوالنعمة والنقمة لا تدوملا مرض يبقى ولا صحة تدوم فسلم الأمر كله للهاطمئن لله فهو يحفظ من توكل عليه وترك أمره إليه فهو به وكيل .ويأت دور العمل :خلق الله الإنسان وقدر له رزقه وكتب عليه أن يحصل عليه بالعملو لنحصل على السعادة يجب من العمل ، فهى شئ مكتسب ولابد له من عملفيجب علينا استخلاص أسباب السعادة من الظروف المحيطة بنا ، فيجب تجديد النفس باستمرار لتكون الأسبابولتجديد النفس يجب التنوع فى أسباب السعادةـ تنويع الصلاة .. ألا تهدأ نفسك بالسكينة فى جنب الله الذى بيده أمرك ، تطلب منه الخير وتشكو له المنع والظلم وما ترفض نفسكـ تنويع الصدقات فتصفو النفس بالإقتراب من الله بتفريج كربه أخ مسلم أو أخ مسلمـ صيام يوم وتشعر فيه الهروب من النار سبعين خريفاـ عمل صالح تبقى آثاره بعد الممات سارية وثوابه جارى بعد أن يتوقف العملـ إسعاد قلب بإطعام أسرتك ، أو مسكين ، أو صديقة ، أو فم يسعده ما عملت يداكـ كلمات رقيقة قد تسعد قلوب وتهدى نفوس ضالة الطريقـ أدخلى بستان الإيمان تجدى فواكه تختلف ثمارها واقطفى منها ما يسعد قلبك وقلوب الآخرين ويتقدم بك إلى سعادة قلبك فى الدنيا وسعادة نفسك وجسدك فى الآخرة تنعمى بسعادة الدنيا وجنة الآخرة وتتقى بوجهك النارـ استشعرى السعادة بفرحتك بما تفعليه من أعمال تقربا لله ، استشعرى تقدمك لله فى كل عمل بلإخلاص لله فتشعرى بمعنى ونتيجة ما فعلت ، وأن عملك ما ضاع هباء وإنما بقى ولو كانت لقمة خبز تضعيها فى فمك أو فى فم زوجك أو إبنك أو فقير ، فكلها للهـ ولا تنسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لإن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما خلص منها لله " .وقال الله تعالى : ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) .وقال الله تعالى : ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) .وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عجبا لأمر المؤمن ، إن أمره كله له خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ."قال بعض العارفين بالله : ( لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف )وقال آخر : ( مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها ـ قيل : وما أطيب ما فيها ؟ ـ قال : محبة الله تعالى ومعرفته وذكره والأنس به سبحانه وتعالى ) .وقال آخر : ( إنه لتمر بالقلب أوقات يرقص فيها طربا حتى أقول إن كان أهل الجنة فى مثل هذا إنهم لفى عيش طيب ) .فأن تحب الله وتذكره وتطمئن إليه وتأنس به ويسكن روعك عند مناجاته وتقر عينك فى مدافعة الشر عنك واستجابته لدعائك ، وتبادل مناجاتك لله ورده عليك ، وطاعتك لله الذى تحب وأن تزهد فى الدنيا لهو حق رغد العيش فى الدنيا والسعادة فى الدنيا والآخرة .ابحث عن السعادةابحث عن السعادة فى الرضافمن رضى ملك كل شئــ إذا نظرت لصاحب مال .. فانظر لما جلبه له من شقاء .. فهو ابتلاءهل أتى به من حلال ؟هل أنفقه فى حلال ، أم حرام ؟هل أدى زكاته ؟هل جلب له فى نفسه وجسده وبيته وأهله المشاكل ؟هل أنساه ربه وآخرته؟ــ إذا نظرت لصاحب طعام .. فانظر لمن حرمه الفقر أو المرض من استطعام طعامك .ــ إذا نظرت لصاحب سيارة .. فانظر لمن حرم القدمين ليتنقل مثلك ويقضى حوائجه .ــ إذا نظرت لصاحب قصر .. فانظر لمن يعيش فى مسكن تأنف نفسك مجرد النظر إليه عن بعد أو حتى من لا يجد راحته فى مسكن مستقل به مثلك فيعانى الخلافات أو الأذى مع من يعيش معهم .ــ إذا نظرت لخلافات مع من حولك فأسرع إلى تسويتها وإنهائها وانظر لمن حرمته مشاكله النوم .ــ إذا رضيت نفسك بما أعطاك الله ، فمن أين يأتيك قهر الإحتياج ؟أليست تلك هى السعادة ؟بالسكينة والرضا والطمأنينة وهدوء البال تكون السعادة . |
|